أنهت أم عبد الرحمن تسجيل نجليها للمشاركة في دورة “قناديل مقدسية” والتي هي عبارة عن عدة محاضرات عبر الإنترنت موجهة للناشئة يتحدث خلالها عدد من المختصين بشكل مبسط لتعريف الأطفال بالقضية الفلسطينية والمسجد الأقصى المبارك.
تقول أم عبد الرحمن: “أخبرتني صديقتي عن هذه الدورة التي ألحقت بها أطفالها العام الماضي وتركت فيهم أثراً معرفياً وقيمياً كبيراً”.
الناشئة .. معقد الأمل
تقول مديرة برنامج “قناديل مقدسية” الأستاذة هديل الأعرج إن الدورة التي جاءت ضمن برامج أكاديمية دراسات اللاجئين تم افتتحاها “لإدراكنا حاجة الأطفال والناشئة لهذا النوع من المعرفة، ولأن شبابنا الناشئ هم معقد الأمل للقضية الفلسطينية، ولذلك عليهم التعرف على تفاصيلها”.
وتضيف الأعرج: اهتمت “قناديل مقدسية” بالناشئة ما بين سن العاشرة وحتى الثامنة عشرة، وتهدف لخلق حالة من الاهتمام والوعي لديهم تجاه القضية الفلسطينية، وهناك نية لتطوير البرامج لتهتم بالأطفال ما دون العشر سنوات، فالهدف أن نغرس بذرة في كل طفل من صغره للاهتمام بالقضية والتعلق بها.
وأشارت الأعرج إلى أن دورة “قناديل مقدسية” انطلقت في 8-12-2016 بحضور مئة وعشرين طالباً من مختلف أنحاء العالم، حيث إن الدورة تعقد عبر الإنترنت وذلك لتكون متاحة داخل كل البيوت حول العالم، حيث لا حواجز ولا عوائق أمام الراغبين بالمشاركة، قائلة إن المخاوف كانت تلوح أمام المنظمين خشية وجود صعوبة في التعامل مع هذه الفئة العمرية من خلال الإنترنت، لكن العامين الماضيين أثبتا نجاحاً في هذا الجانب، واشترك في الدورة بنسختها الثانية عام 2017 حوالي مئتا طالب دون الثمانية عشرة عاماً.
وتضيف الأعرج: “حاولنا أن نمزج بين البرامج الأكاديمية البحتة من خلال استضافة محاضرين مختصين، إلى جانب مساقات ترفيهية كالمسابقات، نحن نسعى لإيصال المعلومة بأكثر من طريقة ممتعة حتى لا يشعر الناشئ بالملل، لدينا أيضاً أندية مواهب يمكن لكل طالب التسجيل والمساهمة بموهبة يحبها من أجل القضية الفلسطينية فالبعض يساهم من خلال الكتابة، والبعض الآخر يسهم في الجانب الإلكتروني أو الجانب الفني، وهذا يأتي في المساق العملي للمساهمة من أجل القضية ونوع من تطبيق ما يتلقاه الطلاب في الدورة.
وتشير الأعرج إلى أن البرامج تطورت في نسختها لعام 2018 حيث أصبحت شبيهة بالدبلومات، وفي هذا العام تنطلق أولى المحاضرات في 4-10-2018 تحت عنوان: “دبلوم بيت المقدس للناشئة والفتيان” وسيليها الكثير من الدبلومات التي سيحصل الطالب عقب إنهاء متطلبات التخرج وحضور كافة المحاضرات على شهادة معتمدة، وفي الأيام القادمة ستكون هناك فعاليات تستمر طيلة العام ليبقى الناشئة على تواصل مع القضية الفلسطينية ولتبقى القضية حاضرة في أذهان الشباب والأطفال والناشئة في كل وقت.
أساليب ومعلومات مشوقة
المدربة المجتمعية والمحاضرة ضمن البرنامج بتول أبو بكر قالت في حديثها لـ”بصائر” إن هذه الدورات تهدف لإيصال معلومات حقيقية مبنية على مراجع ودراسات يتم تحضيرها من خلال كتب ومواقع مختصة وحصرها وجمعها وتبسيطها للأعمار ما بين العاشرة والثامنة عشرة.
وتضيف أبو بكر: كمحاضرة استخدم أساليب العصف الذهني، واستخدم القصة، فعندما يكون المحاضر أمام المتلقي وجهاً لوجه يحتاج المحاضر للكثير من الطرق والأساليب حتى يبقى المتلقي متابعاً ومنسجماً، فما بالك عندما تكون المحاضرة عبر الإنترنت، هم يروني ويسمعونني وأنا لا أقرأ سوى دردشاتهم، لذلك أحتاج الكثير من الجهد في اختيار الأنشطة وأساليب الطرح بما يتناسب مع محاضرة إلكترونية، لذا أستخدم أسلوب السؤال المفتوح، والمناقشة والتشويق وأساليب أخرى.
وحول أهم المعلومات التي تحاول أبو بكر أن توصلها للمتلقين، تقول: في السياق الذي أقدمه في الدورة حول الاستيطان والجدار، أحاول أن يكون المتلقي ملماً بمعنى الاستيطان، ومتى نستخدم مصطلح مستوطنة، وما هي الآثار السلبية للاستيطان وجدار العزل على الفلسطيني من الناحية الاجتماعية والسياسية والنفسية والصحية.
وقالت أبو بكر: على الآباء والأمهات أن يشجعوا أبناءهم على الاهتمام بالمعلومات حول القضية الفلسطينية كما يشجعونهم على الدراسة الأكاديمية، وأن يشجعوهم على البحث والاطلاع من خلال الكتب والمواقع والمشاركة في الفعاليات المتعلقة بهذا الجانب، وتحفيزهم على المشاركة في مثل هذه الورشات التي هي عبارة عن ساعة في الاسبوع، وأن يناقشوهم بما تعلموه ويوجهونهم لما عليهم فعله تجاه القضية الفلسطينية.
وعن تجربتها في قناديل مقدسية تقول أبو بكر: هذه السنة الثالثة لي كمحاضرة ضمن المشروع، أواجه مشاركين لديهم الكثير من المعلومات المهمة ولديهم اطلاع على الكثير من الحقائق، وأعتقد أنه يجب أن تتبع هذه الدورات استمرارية في الاطلاع ويجب أن يستمر الناشئة في الأنشطة والاشتراك في الورش ليبقوا على اتصال بهذا الجانب المعرفي المهم.